فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة

تكمن أهمّية الكتاب في أنّه يتضمّن ثلاثة نُصوص كتبها ثلاثة من كبار شيوخ المعتزلة أنفُسِهم، تُعدّ من أقدم النصوص التي تناولت فضل الاعتزال وأفكار المعتزلة وأصولها ومبادئها، وتعرِض لحياة رجالاتها وطبقاتها ممّن عاشوا في القرون الخمسة الأولى للإسلام، مُوزَّعِين على اثنتَيْ عشْرةَ طبقة. فقد كان الدارسُون حتى منتصف القرن الماضي يستندون في أبحاثهم ودراساتهم حول أفكار المعتزلة وأصولها وعُلمائها على ما يقوله مُخالِفو المعتزلة وخُصومُهم ومن الردود عليهم. ومنذ بداية الخمسينات من القرن العشرين حدث تحوُّل بالغ الأهمّية في هذا الصدد، حيث ارتأت وزارة المعارف المصرية عام 1952م –وكان طه حسين وزيرها آنئذ- إرسال بعثةٍ علميّة إلى اليمن للاطّلاع على المكنوزات العلمية النفيسة من المخطوطات الموجودة في خزائن الكتب باليمن، ولتصوير ما تختاره منها حتّى يتمّ حِفظُه في دار الكتب المصرية بالقاهرة. وكان من أهمّ ما تمّ تصويرُه مجموعة من نفائس مؤلّفات المعتزلة، من بينها النصوص المُؤلَّف منها هذا الكتاب، والمأخوذة من: كتاب المقالات، لأبي القاسم البلخي، وفضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، للقاضي عبدالجبّار، وشرح عيون المسائل، للحاكم الجشمي.