المنقذ من الضلال

يعدّ الغزالي واحداً من أعلام الفكر الإسلامي الذين تنوعت معارفهم وإتسعت ثقافتهم فشملت علوم العصر وفنونه على إختلافها وتنوعها، فهو شخصية مميزة أخذت مكانتها الواضح بين الأعلام الذين كانت لهم الصدارة في ميدان الفكر الإسلامي، فهو الإمام الفقيه، والإمام الأصولي، والإمام في علم الأخلاق، والإمام في علم التربية، وإمام في التصوف، والإمام المجدد. لكن أهمية الغزالي ليست في معرفته الموسوعية، فكم في التاريخ الإسلامي من موسوعين لم يأخذوا مكانة الغزالي في عقول المسلمين ومشاعرهم، ولم يفوزوا بلقب "حجة الإسلام" والذي يتبين لدارس الغزالى، ودارس عصره أن الرجل أدى مهمة متميزة في تاريخ الفكر الإسلامي، فإن الأمة كانت مصابة بما يسبه الهزيمة العقلية والنفسية، والفرق الهدامة، والفلسفات الواقرة، والبدع الفكرية المحدثة. ولم يكن ذلك لقوة هذه الأفكار النازية، بل لضعف أسلحة المدافعين في العقيدة الإسلامية. فجاء الغزالي وقارع أفكارهم ونازل كبار علمائهم.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الهادف والذي إشتمل على خمسة رسائل من رسائل محبة الإسلام الغزالي وهي:1- المنقذ من الضلال، 2- كيمياء السعادة، 3- القواعد العشرة (إخلاص النية، إخلاص العمل لله، إتباع أوامر الشرع، العمل بالإتباع لا بالإبتداع، إتباع السنة، العجز والذلة، الحزن والرجاء، دوام ذكر الله، المداومة على مواقبة الله، علم ما يجب الإشتغال به، 4- الأدب في الدين (الآداب بين يدي الله، آداب الحج، آداب جامعة)، 5- أيها الولد المحب.